توماس كون ضد بوبر
Posted by Ali Reda | Posted in | Posted on 9/10/2015
يعتبر توماس كون واحد من أهم فلاسفة العلم الذى ينادى بنظرية مختلفة تماما عن بوبر فيلسوف العلم الأشهر فى تفسير التقدم العلمى. وربما يرجع ذلك لأن كون هو من أعمدة "اللا واقعية" على العكس من بوبر "الواقعى". تنادى المدرسة الواقعية بأن العلم ما هو إكتشافات متتالية للحقيقة المطلقة فى كوننا وتلك الحقيقة مطلقة بمعنى أنها واحدة لأى عالم يتأمل فى الكون. وبالتالى فالعلم هو إكتشاف وليس إختراع، وأستكمل بوبر هذا الخط فى إعتبار أن أى شذوذ فى الملاحظات أو النتائج العلمية لا تستطيع النظرية الحالية تفسيره، يجعل النظرية خاطئة وفى حاجة للتصحيح الفورى بتغيير النظرية كلها أو على الأقل تغيير فرضية من فرضياتها وبإستمرار تلك السلسلة من التخطئة (Falsification) والتغيير، نقترب تدريحيا من الحقيقة المطلقة فى الكون وهو ما يسميه بوبر بأن لعبة العلم مفتوحة دائما. ويمكن تلخيص موقف بوبر من النظريات العلمية، أنه يفترض دائما أن النظرية العلمية خاطئة من الأساس حتى يتم إثبات ذلك وتغييرها بالنظرية الأفضل. ومن أهم نتائج هذه الأطروحة، أن أعتبر بوبر لغة العلم واحدة، فالمصطلحات التى تستعملها ميكانيكا نيوتن كالكتلة أو السرعة يمكن مقارنتها بنفس المصطلحات فى النسبية العامة وأن أى تغيير فى التعريف هو أساسا نتاج التغيير فى النظرية للأفضل.
لكن توماس كون يرى العكس من ذلك تماما والذى نشر كتابه "بنية الثورات العلمية" عام 1962 أى بعد 30 عام من بوبر. فالمدرسة "اللا واقعية" التى ينتمى لها كون، ترى أن العلم إختراع نسبى وليس إكتشاف لحقيقة مطلقة، وبالتالى فالعلم ما هو إلا عدسة يستعملها كل شخص بفهمه وبطريقته الى تختلف من شخص لأخر وبالتالى فالمصطلحات العلمية تختلف من شخص لأخر وبالتالى من صاحب نظرية لصاحب نظرية أخر إذا فلغة العلم ليست واحدة بل تختلف من شخص لأخر أو على الأقل من نظرية لأخرى بل والأخطر أنه وفق تلك النظرة، لا يمكننا من مقارنة نظرية بأخرى بسبب إختلاف لغة العلم بينهما. وفى غياب حقيقة موضوعية مطلقة فى الكون وإبدالها وجهات بنظرات نسبية للعالم وبالتالى فكل النظريات صحيحة وفق نظرتها النسبية للعالم. والجدير بالذكر أن فكرة غياب حقيقة موضوعية مطلقة فى الكون ورؤيته للنظريات العلمية أنها وجهات نظر نسبية، قد جعل المجتمع العلمى يهاجم كون وأطروحته بأنها مهينة للعلم. من السهل أن نلخص تتابع النظريات العلمية فى منهج كون كالتالى:
1) العلم يتكون من مجموعة من الأفكار والإفتراضات التى تنتج نموذج معين (paradigm)، وعند قبول المجتمع العلمى الحالى لهذا النموذج فإن إفتراضاته تعتبر من الثوابت الأرسوذكسية التى من المحرم التشكيك فيها. وأى نجاح لهذا النموذج فى تفسير الكون، يعتبر بمثابة درع له فى نفوس العلماء الذين يكبرون فى وسط هذا النموذج، ضد أى شذوذ فى الملاحظات أو النتائج العلمية، مما يجعلهم يقضون معظم حياتهم العلمية فى إيجاد حلول للشذوذ فى الملاحظات أو النتائج العلمية بتقوية النموذج وتكبيره وويسمى كون هذه العملية "العلم الطبيعى" (Normal Science).
2) تستمر العملية السابقة حتى يظهر شذوذ معين فى الملاحظات أو النتائج العلمية، لا يستطيع النموذج الحالى تفسيره. ولكن حجم هذا الشذوذ يترك تقديره لنفوس العلماء فى المجتمع العلمى، فالعلماء القدامى سيدافعون عن النموذج القديم لأنهم تربوا عليه وعلى إفتراضاته وسيدعون أن الشذوذ كان نتيجة خطأ فى القياس أو أنه سيتم إضافة إفتراض جديد للنظرية يفسر ذلك الشذوذ كما أعتادوا أثناء مرحلة العلم الطبيعى، أما العلماء الشباب فسيسارعون للبحث عن نموذج جديد لتفسير كل ما فسره النموذج القديم بالإضافة إلى تفسير للشذوذ الذى فشل فى تفسيره النموذج القديم.
3) نصل لمرحلة الكارثة (crisis)، عند وجود العديد من الحالات الشاذة والتى لا يستطيع النموذج تفسيرها، فيحدث إن المجتمع العلمى يتقبل التغيير فى صورة النموذج الجديد (paradigm shift)، وعزو كون التغيير لسبيين: إما أن سيطرة العلماء القدامى ضعفت على المجتمع العلمى بسبب الوفيات أو الإحلال والتبديل بالعلماء الشبان أو أن الكارثة كبيرة جدا لدرجة تغيير أن العلماء القدامى مضطرين لتغيير رأيهم. نلاحظ أن كون يتحدث عن أسباب الثورات العلمية كأسباب إجتماعية ونفسية وكصراع بين العلماء القدامى والعلماء الشباب بالأساس مما يتناسب مع نظرته اللا واقعية ونتائجها الإجتماعية.
لكن توماس كون يرى العكس من ذلك تماما والذى نشر كتابه "بنية الثورات العلمية" عام 1962 أى بعد 30 عام من بوبر. فالمدرسة "اللا واقعية" التى ينتمى لها كون، ترى أن العلم إختراع نسبى وليس إكتشاف لحقيقة مطلقة، وبالتالى فالعلم ما هو إلا عدسة يستعملها كل شخص بفهمه وبطريقته الى تختلف من شخص لأخر وبالتالى فالمصطلحات العلمية تختلف من شخص لأخر وبالتالى من صاحب نظرية لصاحب نظرية أخر إذا فلغة العلم ليست واحدة بل تختلف من شخص لأخر أو على الأقل من نظرية لأخرى بل والأخطر أنه وفق تلك النظرة، لا يمكننا من مقارنة نظرية بأخرى بسبب إختلاف لغة العلم بينهما. وفى غياب حقيقة موضوعية مطلقة فى الكون وإبدالها وجهات بنظرات نسبية للعالم وبالتالى فكل النظريات صحيحة وفق نظرتها النسبية للعالم. والجدير بالذكر أن فكرة غياب حقيقة موضوعية مطلقة فى الكون ورؤيته للنظريات العلمية أنها وجهات نظر نسبية، قد جعل المجتمع العلمى يهاجم كون وأطروحته بأنها مهينة للعلم. من السهل أن نلخص تتابع النظريات العلمية فى منهج كون كالتالى:
1) العلم يتكون من مجموعة من الأفكار والإفتراضات التى تنتج نموذج معين (paradigm)، وعند قبول المجتمع العلمى الحالى لهذا النموذج فإن إفتراضاته تعتبر من الثوابت الأرسوذكسية التى من المحرم التشكيك فيها. وأى نجاح لهذا النموذج فى تفسير الكون، يعتبر بمثابة درع له فى نفوس العلماء الذين يكبرون فى وسط هذا النموذج، ضد أى شذوذ فى الملاحظات أو النتائج العلمية، مما يجعلهم يقضون معظم حياتهم العلمية فى إيجاد حلول للشذوذ فى الملاحظات أو النتائج العلمية بتقوية النموذج وتكبيره وويسمى كون هذه العملية "العلم الطبيعى" (Normal Science).
2) تستمر العملية السابقة حتى يظهر شذوذ معين فى الملاحظات أو النتائج العلمية، لا يستطيع النموذج الحالى تفسيره. ولكن حجم هذا الشذوذ يترك تقديره لنفوس العلماء فى المجتمع العلمى، فالعلماء القدامى سيدافعون عن النموذج القديم لأنهم تربوا عليه وعلى إفتراضاته وسيدعون أن الشذوذ كان نتيجة خطأ فى القياس أو أنه سيتم إضافة إفتراض جديد للنظرية يفسر ذلك الشذوذ كما أعتادوا أثناء مرحلة العلم الطبيعى، أما العلماء الشباب فسيسارعون للبحث عن نموذج جديد لتفسير كل ما فسره النموذج القديم بالإضافة إلى تفسير للشذوذ الذى فشل فى تفسيره النموذج القديم.
3) نصل لمرحلة الكارثة (crisis)، عند وجود العديد من الحالات الشاذة والتى لا يستطيع النموذج تفسيرها، فيحدث إن المجتمع العلمى يتقبل التغيير فى صورة النموذج الجديد (paradigm shift)، وعزو كون التغيير لسبيين: إما أن سيطرة العلماء القدامى ضعفت على المجتمع العلمى بسبب الوفيات أو الإحلال والتبديل بالعلماء الشبان أو أن الكارثة كبيرة جدا لدرجة تغيير أن العلماء القدامى مضطرين لتغيير رأيهم. نلاحظ أن كون يتحدث عن أسباب الثورات العلمية كأسباب إجتماعية ونفسية وكصراع بين العلماء القدامى والعلماء الشباب بالأساس مما يتناسب مع نظرته اللا واقعية ونتائجها الإجتماعية.