جمال الدين الأفغانى

Posted by Ali Reda | Posted in | Posted on 8/28/2014

ولد جمال الدين الأفغانى فى أسعد أباد من أعمال كابل عام1838  وبسبب تزايد نفوذ الأسرة السياسى , قام الأمير دوست محمد خان بانتزاعها من موطنها واستحضرها لكابل سنة 1847 وعندما انتشر مرض الطاعون بقزوين انتقل مع والده لإيران سنة 1849 واستقرا فى طهران. ثم انتقل للنجف ومكث بها 4 سنوات ودرس بها العلو الاسلامية والمنطق والكلام والرياضة والطب والتشريح والنجوم.
ثم حدثت صراعات سياسية بين الأمراء الأفغان عام 1862 وأيد جمال الدين الأمير محمد أعظم خان ووصل الى منصب الوزير الاول لكنه هزم ونفى لايران عام 1868 وفقد جمال الدين منصبه لكنه ظل فى كابل. ولكن لأن مناخ الحكم الجديد مواليا للانجليز بقوة فقد قرر الذهاب للحج فرحل الى الهند وفيها فرضت عليه الحكومة الإنجليزية حصارا لمدة شهر حتى لا يقابل أحد ثم رحلتها على أحد سفنها للسويس عام 1869 ومنها ذهب للاستانة فاستقبله السلطان عبدالعزيز محمود وهناك درس اللغة التركية وبدأ يلقى محاضرات فألقى خطاباً في دار الفنون في الحث على الصناعات شبه فيه المعيشة الإنسانية ببدن حي وأن كل صناعة بمنزلة عضو منه فشبه الملك بالمخ والحدادة بالعضد والزراعة بالكبد والملاحة بالرجلين وغير ذلك ثم قال: "ولا حياة لجسم إلا بروح وروح هذا الجسم إما النبوة وإما الحكمة" فأخذ فقهاء السلطان فى التشكيك بعقيدته خوفا من ازدياد نفوذه. فطلب من السلطان مغادرة الاستانة الى مصر.
وفى مصر التف حوله التلاميذ المنبهرين بعلمه وفكره , فرأى الأفغانى ان مصر هى أفضل مكان ليتحقق فيها التمدين الاسلامى الذى ينشده. فكون اول أحزاب الشرق الوطنية وهو الحزب الوطنى الحر الذى رفع شعار مصر للمصريين. كما سعى فى اصدار الصحف الوطنية الى تعمل ضد الامتيازات الأجنبية وسياسة التتريك. ثم انضم الى المحفل الماسونى الذى كان يرفع شعارات الثورة الفرنسية "الحرية والإخاء والمساواة" مما جعلها أملا جديدا فى عالم كانت تمزقه المذاهب والتعصب الشديد للأديان والصراعات التى تنتج عنها. ولكنه أكتشف الخيوط الى تربط المحفل بالاستعمار وبمهادنة السلطة المستبدة. فقال لهم "كنت أنتظر أن أسمع وأرى في مصر كل غريبة وعجيبة، ولكن ما كنت لأتخيل أن الجبن يمكن أن يدخل بين أسطوانتي المحافل الماسونية !! إذا لم تدخل الماسونية في سياسة الكون وفيها كل بنّاء حرّ، وإذا آلات البناء بيدها لم تستعمل لهدم القديم وتشييد معالم حرية صحيحة وإخاء ومساواة وتدكّ صروح الظلم والعتو والجور، فلا حملت يد الأحرار مطرقة حجارة ولا قامت لبنائهم زاوية قائمة، ماسونيتكم اليوم لا تتجاوز كيس أعمال وقبول أخ يتلى عليه من أساطير الأولين ما يملّ ويخلّ في عقيدة الداخل، وهي رموز لا يفقه أكثرنا مغزاها ولا المراد من وضعها"  وخرج بخيرة عناصر المحفل ، فأسس بهم محفلاً وطنياً شرقياً. ويقول رشيد رضا: " أراد الأفغاني أن يربي فيها –أي في المحافل الماسونية- رجالاً يعرفون كيف يحفظون بلادهم وأنفسهم فوجه همه إلى استخدام الماسونية في تعليم تلامذته ما لا يمكن التصريح به إلا في جمعية سرية فدخل في الماسونية ودخل معه تلامذته النابغون فجعل بهم قوة للمصريين وصار رئيس محفلهم".
وكان الخديوى توفيق من المترددين على الأفغانى وكان يؤكد إيمانه بالشورى والديمقراطية فسعى الأفغانى والحزب الوطنى الحر لعزل الخديوى اسماعيل وتولية الخديوى توفيق. يقول محمد عبده : "اقترح على ان اقتل إسماعيل وكان يمر فى مركبته كل يوم على جسر قصر النيل وكنت انا موفقا موافقة كليه على قتل اسماعيلولكن كان ينقصنا من يقودنا فى هذه الحركة". والتقت رغبة تولية توفيق بدل من إسماعيل مع رغبة الحكومة الفرنسية. فذهب الأفغانى ومعه وفد الى القنصل الفرنسى ليوضحوا له رغبتهم فى ذلك. وبعد تولية الخديو توفيق ,أخافه القنصلان الأنجليزى والفرنسى على حكمه من الإصلاح والدستور والديمقراطية فكانت النتيجة أنه نفى الأفغانى سنة 1879 من السويس الى الهند وعندما عرض عليه قنصل إيران بعض المال قال له: "وفر عليك نقودك فان الأسد أينما ذهب لا يعدم فريسته". وعندما بدأت الثورة العرابية حددت الحكومة الإنجليزية اقامته فى كلكتا حتى تم احتلال مصر فسمحت له بالسفر حيث يشاء. فأبحر قاصدا باريس سنة 1883 وارسل لمحمد عبده المنفى فى بيروت للحاق به فى باريس ومن باريس ذهب للندن ليتباحث مع الإنجليز بخصوص مصر والسودان ووضح ان جلاء الإنجليز عن مصر هو السبيل الوحيد لتهدئة الثورة المهدية فى السودان. وعندما عاد لباريس أسس جمعية العروة الوثقى لتكافح الإستعمار وتدعو للجامعه الإسلامية وأصدر مجلة بنفس الإسم. وكان وجود عدد من تلك المجلة عند المواطن الهندى او المصرى يكفى للحكم عليه بالسجن والغرامة.
ثم ذهب لشبه الجزيرة العربية على أمل أن يسعى لإقامة خلافة عصرية بعيدة عن الأستعمار الأوروبى والنفوذ التركى ولكن شاه ايران دعاه الى طهران ووعده بتحقيق رغبته فى الاصلاح والديمقراطية فوصل لايران سنة 1887. لكنه كالعادة اختلف مع الشاه وحاشيته نتيجة نفوذ الاستعمار الإنجليزى وعدم تنفيذ الشاه لوعوده , فذهب لموسكو وعاش بها عامين واستقبله هناك القيصر وسأله عن سبب خلافه مع الشاه فقال له انها الحكومة الشورية التى أدعو لها ولا يراها الشاه فرد القيصر قائلا الحق مع الشاه فكيف يرضى ملك أن يتحكم فيه فلاحو مملكته. فرد الافغاني قائلا: ''أعتقد يا جلالة القيصر، أنه خير للملك أن تكون ملايين رعيته أصدقاء له من أن يكونوا أعداء يترقبون له الفرص''. وفى روسيا عرض فكرة مشاركة الفرس والأفغان فى طرد الإنجليز من الهند واقتسام تلك الغنيمة معهم.
ثم سافر الى ألمانيا ثم ألح عليه الشاه هناك ان يعود لايران ووعده بمنصب رئيس الوزراء فوافق أخيرا بعد وساطة ألمانية لأن الألمان رأوا انها فرصه لتقليل النفوذ الانجليزى فى ايران. وفى ايران قال للشاه: "اعلم يا حضرة الشاه أن تاجك وعظمة سلطانك وقوائم عرشك ستكون بالحكم الدستورى أعظم وأثبت مما هى الآن، ولا شك يا حضرة السلطان أنك رأيت وقرأت عن أمة استطاعت أن تعيش بدون أن يكون على رأسها ملك، ولكن هل رأيت حاكماً عاش بدون أمة ورعية". ولم بحقق الشاه الاصلاح مرة ثانية كما وعد وحدد اقامته ومنعه من الذهاب لاوروبا ثم قرر طرده للعراق فثار الافغانى وبدأ مع المجتهد الشيرازى فى تحريم شرب التنباك الذى اعطى الشاه امتياز تصنيعه للانجليز حتى ثار الناس وحاصروا القصر واجبروا الشاه على فسخ الاتفاق ثم من العراق ذهب للندن وأخذ يكتب مقالات مهاجما الشاه.
ثم جاءته دعوه من السلطان عبدالحميد لكى يذهب للاستانة ليبنى صرح الجامعة الاسلامية بهدف دفع خطر الاستعمار عن الشرق وسلوك طريق الاصلاح. فوصل للاستانة عام 1892 ولكنه أمله خاب فى السلطان فقد أصبح يحارب الاصلاح والأحرار وامتد خلال خلافته مخالب اوروبا لتلتهم الشرق. فأخذ الأفغانى يسخر من الخلافة قائلا "خلافة عظمي؟ وإمامة كبري؟ لقد هزلت حتي بدا من هزالها...كلاها وحتي سامها كل مفلس". ومرة أخرى كان يلعب في السبحة وهو فى مجلس السلطان , فلما سئل في ذلك قال: "إن جلالة السلطان يلعب بمقدرات الملايين من الأمة علي هواه ولا يعترض أحد, ألا يكون للأفغاني حق أن يلعب في سبحته كيف يشاء؟". وعندما حاول السلطان أن يزوجه حتى تصبح له أسرة وأولاد تجعله يحمل حسابا للمسؤوليات فرفض الأفغانى.
ثم حدث صدفة لقاء بينه وبين الخديوى عباس حلمى وهذا مما اوغر صد عبدالحميد عليه لأنه ظن أن الأفغانى يؤيد عباس حلمى ضد السلطان عبدالحميد وان يجعل الخلافة فى يده. فرد الأفغانى "وهل هى خاتم بيدى أضعها فى أصبع شئت؟".
فى ايران فى ذلك الوقت أغتال أحد تلاميذ الأفغانى الشاه ناصر الدين عام 1896. وبعد تلك الفعلة أخذ الخناق يضيق على الأفغانى فى الأستانة وخاف منه السلطان عبد الحميد. ثم قام الشاه الإيرانى مظفر الدين بتزوير عريضه أنه مواطن إيرانى شيعى وارسلها مع سفيره للاستانة ليطالب فيها السلطان عبدالحميد بتسليمه جمال الدين أثناء اقامة الأخير هناك ولكن السلطان عبدالحميد رفض.
وفى عام 1897 مات الأفغانى مسموما , والجناة أما أن يكونوا من ايرانين اوعز اليهم الشاة او عثمانين اوعز اليهم السلطان او احد خصوم جمال الدين من حاشيتهم. وعندما ابلغ القصر بالوفاة قام الضباط بتفتيش منزله والاستيلاء على أوراقه وسائر تركته وصدرت الأوامر بعدم نشر أنباء وفاته والامتناع عن تأبينه. وصادرت الجرائد والصحف المصرية التى نشرت خبر وفاته.
أما الرد على الأدعاء أنه شيعى إيرانى
أما التذكرة وجواز السفر المنسوبان لجمال الدين , فهى تقول أن 13 جماد الأول كان السبت رغم انه حقيقة كان الإثنين مما يقطع بتزويرهما.
أما الإدعاء بانه يلبس العمامة النجفية وان ذلك دليل على ايرانيته , فالرجل كان يلبس زى اهل كل مجتمع زاره. فقد لبس الطربوش ولبس العقال العربى ايضا.
يقول محمد عبده: “أما مذهب الرجل فحنيفي حنفي، وهو وان لم يكن في عقيدته مقلدا، لكنه لم يفارق السنة الصحيحة، مع ميل الى مذهب السادة الصوفية، رضي الله عنهم، وله مثابرة شديدة على أداء الفرائض في مذهبه، وعرف ذلك بين معاشريه في مصر أيام اقامته بها، ولا يأتي من الأعمال الا ما يحلّ في مذهب إمامه، فهو أشد من رأيت في المحافظة على أصول مذهبه وفروعه، أما حميته الدينية فهي ما لا يساويه فيها أحد، يكاد يلتهب غيرة على الدين وأهله.
أفكار جمال الدين الأفغانى متغيرة ومن أجل ذلك فأن المنهج العلمى فى دراسة هذه القضية يدعونا الى أن ندرسها كنظرية متطورة وأن نبصر العوامل والظروف التى أحاطت بكتابة الافغانى للنصوص التى تبدو متعارضة والعوامل والظروف التى طورت أفكاره بصدد القضايا المختلفة.

يدعو للتجديد فهو قد رفض دعوات التغريب والمدنية المغربية المطلقة , كما رفض الجمود والتخلف الموروث فى الدولة العثمانية. و دعا لتأسيس جامعه اسلامية ولتأسيس النهضة الحديثة على قواعد التمدن الإسلامى والى تجديد الدين كسبيل لتجديد الدنيا. أن يرتبط الإنسان بتراثه القومى وثقافته وان ينتفع فى الوقت نفسه لما هو نافع فى تراث الغير وثقافته.
وإنا – معشر المسلمين – إذا لم يؤسس نهوضنا وتمدننا على قواعد ديننا وقرأننا فلا خير لنا فيه. ولا يمكن التخلص من وصمة انحطاطنا وتأخرنا الا عن هذا الطريق
إن تجديد دنيا المسلمين رهن بتجديد دينهم. ولن يكون لهم تمدن حقيقى الا إذا تأسس على روح الشريعه وقواعد الإسلام
يدعو الى قيام حكم دستورى نيابى وطنى فى مصر, يلعب فيه الشعب الدور الرئيسى ضد حكم الفرد
القوة النيابية لأى أمة لا يكون لها قيمة حقيقية إلا إذا نبعت من نفس الأمة. وأى مجلس نيابى يأمر بتشكيله ملك أو أمير أو قوة أجنبية, هو مجلس موهوم موقوف على إرادة من أحدثه
إن من يساسون بالحكومة الدستورية تستيقظ فيهم الفطرة الإنسانية السليمة التي تحفزهم على الخروج من حياتهم البهيمية الوضيعة لبلوغ أقصى درجات الكمال والتخلص من نير الحكومة الاستبدادية التي تثقل كواهلهم"
لا تحيا مصر ولا يحيا الشرق، بدوله وإماراته، إلا إذا أتاح الله لكل منها رجلا قويا عادلا، يحكمه بأهله، على غير طريق التفرد بالقوة والسلطان، لأن بالقوة المطلقة: الاستبداد، ولا عدل إلا مع القوة المقيدة. وحكم مصر بأهلها إنما أعني به: الاشتراك الأهلي في الحكم الدستوري الصحيح. و إذا صح أن من الأشياء ما لا يوهب.. فأهم هذه الأشياء: الحرية والاستقلال
إشراك الأمة في حكم البلاد عن طريق الشورى وانتخاب نواب عن الأمة "هو البديل لهذه الحال والعلاج لذلك الداء
أنه خير للملك أن تكون ملايين رعيته أصدقاء له من أن يكونوا أعداء يترقبون له الفرص.
اعلم يا حضرة الشاه أن تاجك وعظمة سلطانك وقوائم عرشك ستكون بالحكم الدستورى أعظم وأثبت مما هى الآن، ولا شك يا حضرة السلطان أنك رأيت وقرأت عن أمة استطاعت أن تعيش بدون أن يكون على رأسها ملك، ولكن هل رأيت حاكماً عاش بدون أمة ورعية
نقده لفقهاء الجمود
وكان الأفغانى يرى في علماء عصره أنهم "نفروا للمسلمين من الإسلام فأجدر أن ينفروا الكافرين".
"علمت أن أى رجل يجسر على مقاومة التفرقة ونبذ الاختلاف وإنارة أفكار الخلق بلزوم الائتلاف رجوعاً إلى أصول الدين الحقة فذلك الرجل يكون عندهم قاطع أرزاق المتاجرين فى الدين وهو فى عرفهم الكافر الجاحد المارق المخردق المهرتق المفرق إلخ إلخ".
إذا سلمت في كتابة خاطراتي من خطر الطاغية وطواغيته، فستصادف من أهل الجمود عنتًا وتخرصًا وقلبًا للحقائق، فلا تبال بهم! فما خلا الكون منهم يومًا ليخلو زمانك، ولا نجا منهم مخلّص لتنجو أنت!!
يدعو للوحدة بين المذاهب سواء بين الشيعه والسنة بأن كلاهما مسلمين وأهتم الأفغانى بايران لأنها تمثل قمة الفكر الشيعى وكان هو من دعاة التقريب والوحدة بين المذهبين السنى والشيعى وكان يرى ان تلك الوحدة قوة للاسلام وللعالم الأسلامى. فكما اهتم بمصر وتركيا , اهتم بايران ايضا. وكان يرى سهولة التوحيد بين المذهبين لأن الخلاف بين من كان من المفترض ان يتولى الخلافة فعليا لن يغير شيئا الأن وبالتالى فالخلاف هنا مذموم لانه من الغفلة ان نظل نتصارع على قضية ليس لها فائدة الأن ووكان يدعو للوحدة بين الأديان الثلاث لأنهم سماويين وبالتالى فالمشترك بين الأتباع أكثر بكثير من الإختلافات الى تفرقهم وبالتالى فكان من الطبيعى أن تجد دعوة الماسونية صدى قويا فى نفسه بأن يسمو الناس عن الصراع ويسعوا للسلام المطلق على الأرض.
كان الألمانيون يختلفون في الدين المسسيحي على نحو ما يختلف الإيرانيون مع الأفغانيين في مذاهب الديانة الإسلاميّة، فلما كان لهاذ الاختلاف الفرعي أثر في الوحدة السياسية، ظهر الضعف في الأمة الألمانية، وكثرت عليها عاديات جيرانها،ولم يكن لها كلمة في سياسة أوروبا، وعندما رجعوا إلى أنفسهم وأخذوا بالأصول الجوهرية، وراعوا الوحدة الوطنية في المصالح العامة، أرجع الله إليهم من القوة والشوكة ماصاروا به حكام أوروبا وبيدهم ميزان سياستها.
لا يوجد فى الأديان الثلاثة «الإسلام والمسيحية واليهوية» ما يخالف المجموع البشرى بل على العكس تحضه على أن يعمل الخير المطلق مع أخيه وقريبه وتحظر عليه عمل الشر مع أى من كان،  وأما اختلاف أهل الأديان فليس هو من تعاليمها ولا أثر له فى كتبها وإنما من صنع بعض رؤساء أولئك الأديان الذين يتاجرون بالدين ويشترون بآياته ثمنا قليلا.
إنّ الأديان الثلاثة الموسَويّة والعيسويّة والمحمديّة على تمام الإتفاق في المبدأ والغاية, وإذا نقص في الواحد شيء من أمور الخير المطلق، استكمله الثاني. وعلى هذا لاح لي بارق أمل كبير أن يتحد أهل الأديان الثلاثة  مثلما اتحدت الأديان فى جوهرها وأصلها وغايتها وأن بهذا الإتحاد يكون البشر قد خطوا نحو السلام خطوة كبيرة في هذه الحياة القصيرة.
الحرب من أقبح ما عمله ويعمله الانسان فى الأرض.
الجامعه الاسلامية لا تكفى وحدها , فجامعة اللسان هى المؤثر الأكبر فى الثقافة وبالتالى كان يدعو لجماعة اسلامية أساسها الثقافة عربية واللسان العربى والقوميات بمثابة جزر فى المحيط الاسلامى الكبير فلا تناقض بين الاسلام والعروبة فالعلاقة بينهم عضوية. والعروبة هى شاملة لكل من دان بالاسلام او دفع الجزية اى رعايا الدولة الاسلامية حتى أنه حمل على عاتقه مهمة نشر العربية بين الأعاجم فطلب من السلطان عبد الحميد ضرورة اتخاذ العربية لغة للإمبراطورية العثمانية فالعرب هم القائد فى المحيط الاسلامى فالمسلمون أمة تجمعهم عقائد وتوحدهم مصالح وتواجههم تحديات وفى إطار هذه الأمة
فكم راينا من دول اغتصب ملكها الغير فحافظ على لسانها محكومة وترقبت الفرص ونهضت بعد دهر فردت ملكها ولو فقدوا لسانهم لفقدوا تاريخهم ونسوا مجدهم
إن كل من دان بالإسلام، أو رضي بدفع الجزية عند الفتح العربي، سارع عن طيب خاطر وارتياح عظيم إلى التعريب، والسبب في ذلك أن وفود العرب على البلاد المفتوحة حملت معها أخلاقاً فاضلة، ظهرت أفضليتها بأجلى المظاهر مثل: الأنفة من الكذب، والوفاء بالعهد، ومطلق العدل، وكمال الحرية، والمساواة الحقيقية بين الملك والسوقة، وإغاثة الملهوف، والكرم والشجاعة، وباقي الفضائل من الهيئات المتوسطة بين الخلال الناقصة.
أما انتشار اللسان العربي، في ما عدا بلادهم –شبه الجزيرة- فليس للفاتحين أدنى دخل فيه، ولا اتخذوا له أسباباً ووسائل، بل إنما وجِدَ في اللسان العربي من الآداب الباهرة، والحِكم، والأمثال، والمواعظ، ذلك هو الذي أحلّه من الانتشار هذا المحل. إن لكل دينٍ لساناً، ولسان دين الإسلام العربي، ولكل لسان آداب، ومن هذه الآداب تحصل ملكة الخلاق، وعلى حفظها تتكون العصبية.
هكذا تم للعرب، ورسخ لهم في معظم ما فتحوه من الأمصار والبلدان والممالك، آثار أدبية، فضلاً عن الآثار العمرانية، من لسان وعادة وأخلاق، ما أمكن استئصالها، بل بقيت برغم أنوف من دال من بعدهم من الدول، ومن هيئات الحكومات المختلفة. فمصر بينما هي هرقلية رومانية، ومقوقسها عامل له فيها، أصبحت في قليل من الزمن إسلامية في الأغلبية، عربية بالصورة المطلقة، في مميزات العرب كافة، وهكذا القول في سورية والعراق وغيرهما، من دون أن يبذل في سبيل ذلك التغيير أدنى مسعى، أو يستعمل لها أقل الوسائل... نعم؛ إن أكبر حامل، وأفعل عامل على تعرُّب أولئك الأقوام، هو الفضائل الأخلاقية والصفات العالية، التي كانت تأتي بها العرب مع بأسهم وشجاعة أبطالهم.
نقد الخلافة التركية العثمانية بسبب الجمود والتخلف الذى ساد العالم الإسلامى بسببها لقرون مع تأييده لخلافه اسلامية عربية فى مصر
فإن إخواننا الأتراك لم يُحسِنوا من أعمال الدنيا غيرَ الحرب، وهم فيما عدا ذلك، وفي ما يختص بشؤون العمران أقل رويةً وعملاً من سواه
"خلافة عظمي؟ وإمامة كبري؟ لقد هزلت حتي بدا من هزالها...كلاها وحتي سامها كل مفلس"
"إن جلالة السلطان يلعب بمقدرات الملايين من الأمة علي هواه ولا يعترض أحد, ألا يكون للأفغاني حق أن يلعب في سبحته كيف يشاء؟".
محمد على نابغة الدهر أوصل مصر فى زمن قليل الى أوج السعادة والمجد والثراء مع الأمن الشامل والعدل الكامل
وربما لا يكون بعيدا من الواقع أن تصير عاصمة مصر كرسى مدنية "لأعظم الممالك الشرقية، بل لقد كان ذلك أمرا مقررا فى أنفس جيرانها من سكان البلاد المتاخمة لها، وهو أملهم الفرد كلما ألم بهم خطب أو عرض لهم خطر
لو خلصت مصر من براثن بريطانيا وتسنى لعباس حلمى مع ذكائه وتطلعه أن يكون له همة محمد على الكبير ومضاء ابراهيم وسخاء اسماعيل لوقع من الخلافة على ما يرجوه
إنكم معاشر المصريين قد نشأتم في الاستعباد وربيتم بحجر الاستبداد وتوالت عليكم قرون منذ زمن الملوك الرعاة حتى اليوم وأنتم تحملون عبء نير الفاتحين وتعنون لوطأة الغزاة الظالمين تسومكم حكوماتكم الحيف والجور، وتنـزل بكم الخسف والذل، وأنتم صابرون بل راضون، وتستنزف قوام حياتكم ومواد غذائكم المجموعة بما يتحلب من عروق جباهكم بالمقرعة والسوط. وأنتم ضاحكون، تناوبتكم أيدي الرعاة ثم اليونان والرومان والفرس ثم العرب والأكراد، والمماليك، ثم الفرنسيين والعلويين كلهم يشق جلودكم بمبضع نهمه ويهيض عظامكم بأداة عسفه وأنتم كالصخرة الملقاة في الفلاة لا حس لكم ولا صوت. انظروا أهرام مصر وهياكل ممفيس وآثار طيبة ومشاهد سيون وحصون دمياط شاهدة بمنعة أجدادكم. وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إنّ التشبه بالرشيد فلاح. عيشوا كباقي الامم احرارا .. أو موتوا شهداء مأجورين.
محاربته للاستعمار الإنجليزى فكان يؤلب علي الإنجليز الناس في مصر حتى يقوموا بالثورة العرابية. فقادة الثورة العرابية كلهم تلاميذه. ويحرض مفتي إيران على تحريم الدخان لإبطال احتكار الإنجليز له في إيران تمهيداً لاحتلالها ويكتب في صحف روسيا وينشئ (العروة الوثقى) التي تحارب الإنجليز أينما حلوا وتشنع عليهم حتى أدوا إلى تعطيل (العروة الوثقى).
تطور فكره الاقتصادى من الرأسمالية للاشتراكية. كان جمال الدين الأفغاني قد هاجم الاشتراكيين الأوروبيين في رسالة الرد على الدهريين، في سعيه للدفاع عن الدين والإيمان ، لاسيما باقتران الدعوة إلى الاشتراكية عند بعضهم بالإلحاد وهى الشيوعية. ولكنه غيرّ موقفه هذا في أواخر أيامه حينما أملى خاطراته على محمد المخزومي ، فوجد في الاشتراكية دعوة صريحة إلى العدالة الاجتماعية ، وتوقع لها الانتصار الحتمي. وكان يرى خلافة سيدنا عثمان بن عفان خلافة رأسمالية انهارت لفرق الطبقات وان سيدنا ابا ذر الغفارى هو اول من تنبه لذلك.
وهكذا دعوى الاشتراكية.. وإن قل نصراؤها اليوم ، فلا بد أن تسود في العالم يوم يعمّ فيه العلم الصحيح ، ويعرف الإنسان أنه وأخاه من طين واحدة ، وان التفاضل إنما يكون بالأنفع من المسعى للمجموع.
أما الاشتراكية في الإسلام ، فهي ملتحمة مع الدين الإسلامي ملتصقة في خلق أهله ، منذ كانوا أهل بداوة وجاهلية. أول من عمل بالاشتراكية بعد التدين بالإسلام هم أكابر الخلفاء من الصحابة ، وأعظم المحرضين على العمل بالاشتراكية كذلك من أكابر الصحابة أيضا
ما أقعد الهمم عن النهوض إلا أولئك المترفين! يحرصون على طيب في المطعم، ولين في المضجع، وتطاول في البنيان، وتفاخر بالخدم...
أولئك صاروا في أعناق المسلمين سلاسل وأغلالا!!!
تطور موقفه من نظرية التطور فهو انتقد نظرية التطور فى الرساله وعاد فى الخاطرات دافع عنها وبالأدلة العلمية أن البقاء فى الطبيعة للأصلح للنباتات والحيوان, الا انه انتقد منها أن أصل الحياة لا يكون الا بخالق الا إذا أمكن العلماء إثبات التوالد الذاتى, كما أنه تنبأ بغزو الفضاء والوصول للقمر
وﻣﺎ ﻳﺪرﻳـﻨـﺎ ﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ ﻣـﺎ ﻳـﺄﺗـﻴـﻪ ‫اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺰﻣﺎن إذا ﻫﻮ ﺛﺎﺑﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺮ ﻟﻜﺸﻒ اﻟﺴﺮ ﺑﻌﺪ ‫اﻟﺴﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮع أﺳﺮار اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ واﻟﺘﻲ ﻣﺎ وﺟﺪت إﻻ ﻟﻺﻧﺴـﺎن وﻣـﺎ وﺟـﺪ ‫اﻹﻧﺴـﺎن إﻻ ﻟـﻬـﺎ


Comments (0)

Post a Comment