الاسلام واصول الحكم
Posted by Ali Reda | Posted in | Posted on 5/24/2014
كتاب رائع فى انه اول محاولة لكسر قدسية مفهوم الخلافة, فينتزع منه حقوقا أعطيت له بموجب انه خليفة رسول الله اى خليفة الله فى أرضه مثل الطاعه التامة والسلطان الشامل لأن طاعة الإئمة من طاعة الله وعصيانهم من عصيان الله فهو ظل الله فى أرضه فليس للخليفة شريك فى ولايته او فى سلطته المطلقة على الدين وتطبيقه أوعلى الدنيا وأمورها. يلخصها الكاتب فى عبارة منسوبة للمنصور حيث يقول: "أيها الناس ، إنما أنا سلطان الله في أرضه ، أسوسكم بتوفيقه ورشده ، وخازنه على ماله ، أقسمه بإرادته ، وأعطيه بإذنه ، وقد جعلني الله عليه قفلا ، إذا شاء أن يفتحني لإعطائكم وقسم أرزاقكم فتحني ، وإذا شاء أن يقفلني عليه أقفلني". فكيف يستقيم هذا القول مع مقولة الصديق "فإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي وإِنْ أَسَأْتُ فَقَوِّمُوني" , وهل يعقل ان نقوم من يستمد سلطته من الله؟. وعلى العكس من موقف الخلفاء الراشدين , كان موقف معظم حكام الدول الأموية والعباسية بمنع الاجتهاد السياسى حتى أخذ العرب العلم من أرسطو الا السياسة , كما أن الحكام أتخذوا من الدين درعا لسلطتهم وقاتلوا دفاعا عن عروشهم ودفاعا عن انتقاص قدسيتهم وكونهم لا يسألون على ما يفعلوا أدى لظلم العباد. فالسلطة المطلقة مفسدة. ويضرب الكاتب مثال عند بيعة يزيد بن معاوية : "قام يزيد بن المُقفّع فقال: أمير المؤمنين هذا وأشار إلى معاوية فإن هلك فهذا وأشار إلى يزيد فمن أي فهذا وأشار إلى سيفه. فقال معاوية: اجلس فإنك سيّد الخطباء".
ثم يقول ان هذا المفهوم تكرر بين الأوروبين فكان هوبز مناصر للملكية المستمدة سلطتها من الإله وبين لوك الذى انتقد هوبز وبين أن سلطة الملك من الشأن الدنيوى ورضا الرعية.
ثم ينتقل لدولة الرسول (ص) , ويقول انها ليست دولة سياسية والا
لماذا خلت من أركان الدولة ودعائم الحكم التى أضافها عمر بن الخطاب؟ واذا كانت تلك دولة بالمعنى السياسى فالمفترض ان دولة الرسول هى غاية الكمال فلا زيادة عليها وهو غير منطقى بالنسبة لما أضافه عمر بن الخطاب من طرق الإدارة.
كما لو كانت دولة سياسية فألم يكن من المفترض ان يوضح الرسول (ص) طريقة اختيار الخليفه من بعده دون ان يترك حيارى وفى مجال لنشوب اشتباكات بينهم كسعد بن عبادة مثلا.
ثم لماذا لم يغير الرسول أساليب الحكم عند الامم التى فتحها؟ او يغير النظم الادارية والاقتصادية او حتى يغير الصلات الاجتماعية للقبائل؟ انه حتى لم يضع قواعد لتجارتهم او زراعتهم حتى.
اذا كان لمفهوم الخلافة سلطة دينية من حق إلهى فكان اولى ان نجد هذا مذكورا فى القرأن بوضوح؟ وهو مالا نجده.
ويستنتج الكاتب أن ما أقامه الرسول هو وحده دينية لتثبيت أركان الدين بالفتوحات ونشر التعاليم وليست دولة سياسية وأن هذا المفهوم ظهر منذ خلافة أبى بكر الصديق.
مفهوم الخلافة عند الكاتب انها سلطة دنيوية مهمتها بناء الدولة الاسلامية فى اطار الشرع - وليس فصلا للدين عن الحكم كلية كما يُتهم الكاتب - وحفظ الكليات الستة بالحدود التى بينها الشرع وهى حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ النسب وحفظ المال وحفظ العرض. لكن نوع الحكومة وأعمالها من دواوين وغيره تترك للناس فهم أعلم بشؤون دنياهم".
ثم ينتقل الكاتب لدولة أبى بكر ويقول ان بعض المرتدين كانوا حقيقة مرتدين على الدين بعد وفاة الرسول وبعضهم كانوا خصوما سياسيين رافضين لولاية أبا بكر وشخصه وكانت صراعا على الملك بين اطرافا اسلامية وهذا الصراع جعل الإنضمام لأبى بكر دخولا تحت لواء الإسلام والخروج عليه ردة ,ويضرب على ذلك مثال مالك بن نويرة بأنه كان مسلما رغم ارتداده وتفريقه إبل الصدقة على قومه، بل ومنعهم من أدائها لأبي بكر ، كل ذلك يدينه ويجعل منه رجلًا أقرب إلى الكفر منه إلى الإسلام, فلو راجعنا كتاب ( وفيات الأعيان ) لابن خلكان في خبر مقتل مالك لوجدناه يورد القصة على النحو التالي « ولما خرج خالد بن الوليد رضي الله عنه لقتالهم في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه نزل على مالك وهو مقدم قومه بني يربوع وقد أخذ زكاتهم وتصرّف فيها، فكلمه خالد في معناها، فقال مالك: أني آتي بالصلاة دون الزكاة، فقال له خالد: أما علمت أن الصلاة والزكاة معاً لا تقبل واحدة دون أخرى، فقال مالك: قد كان صاحبك يقول ذلك، قال خالد: وما تراه لك صاحباً؟ والله لقد هممت أن أضرب عنقك، ثم تجاولا في الكلام طويلاً فقال له خالد: إني قاتلك، قال، أو بذلك أمرك صاحبك؟ قال: وهذه بعد تلك؟ والله لأقتلنك. وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وأبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه حاضرين فكلما خالداً في أمره، فكره كلامهما، فقال مالك: يا خالد، ابعثنا إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا، فقد بعثت إليه غيرنا ممن جُرْمه أكبر من جرمنا، فقال خالد: لا أقالني الله إن أقلتك، وتقدّم إلى ضرار بن الأزور الأسدي بضرب عنقه، فالتفت مالك إلى زوجته أم متمم وقال لخالد: هذه التي قتلتني، وكانت في غاية الجمال فقال له خالد: بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام، فقال مالك أنا على الإسلام، فقال خالد: يا ضرار اضرب عنقه، فضرب عنقه».
وتلك القصه لا تجعل من مالك عدوا سياسيا لابى بكر بقدر ما انها توضح تأويل خالد اتفقت معه او إختلفت لما كان مالك بن نويرة يظهر الإسلام والصلاة كان الواجب على خالد أن يتحرى ويتأنى في أمره ، وينظر في حقيقة ما يؤول إليه رأي مالك بن نويرة في الزكاة ، فأنكر عليه من أنكر من الصحابة رضوان الله عليهم , لذا أعيب على الكاتب هذا.
Comments (0)
Post a Comment