محمود درويش

Posted by Ali Reda | Posted in | Posted on 5/27/2014

مديح الظل العالي


لا تصعد إلى تلك المعابدِ
لا تصدِّقْ
لا تصدِّقْ
فهي مذبحة ٌ
ولا تخمد هجيرك عندما يتقمَّص السجَّانُ شكل الكاهن ِ
ودَعْ ...دَعْ كلَّ شيء واقفا ً
دَعْ كُل ما ينهارُ منهاراً ,
ولا تقرأ عليهم أيَّ شيءٍ من كتابك ْ ! .. 

أتذكّر السَّيّاب

أتذكّر السيّابَ، حين أُصابُ بالحمّى
وأهذى: إخوتي كانوا يعدّون العَشَاءَ
لجيش هولاكو،ولا خَدَمٌ سواهُمْ... إخوتي!

أتذكّرُ السيَّاب... إنَّ الشعرَ تجربَةٌ ومنفى،
توأمان ونحن لم نحلُمْ بأكثر من
حياة كالحياةِ، وأن نموت على طريقتنا

حصار لمدائح البحر 


أيُّ شيء ينتهي
أي شيء يبتدئْ
بَلَدٌ يُولَدُ من قبر بَلَدْ
ولصوصٌ يعبدون الله
كي يعبدهم شَعْبٌ
ملوكٌ للأبدْ
وعبيدٌ للأبدْ
لا أحدْ


سأصير يوماً طائراً ، وأَسُلُّ من عَدَمي
وجودي . كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ
اقتربتُ من الحقيقةِ ، وانبعثتُ من
الرمادِ . أَنا حوارُ الحالمين ، عَزَفْتُ
عن جَسَدي وعن نفسي لأُكْمِلَ
رحلتي الأولى إلى المعنى ، فأَحْرَقَني
وغاب . أَنا الغيابُ . أَنا السماويُّ الطريدُ .
سأَصير يوماً ما أُريدُ


نَسْرٌ يودِّعُ قمَّتَهُ عالياً
عالياً
فالإقامةُ فوق الأولمب
وفوق القِمَم
ْتثير السأم
ْوداعاً
وداعاً لشعر الألَمْ!


أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا،
 و انصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
انكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء


من أعطاك هذا اللغز من سماك؟؟
من أعلاك فوق جراحنا ليراك؟؟
فاظهر مثل عنقاء الرماد من الدمار.

Comments (0)

Post a Comment