أمل دنقل

Posted by Ali Reda | Posted in | Posted on 5/25/2014

الملهى الصغير


لم يعد يذكرنا حتّى المكان !
كيف هنّا عنده ؟
و الأمس هان؟
قد دخلنا ..
لم تنشر مائدة نحونا !
لم يستضفنا المقعدان !!
الجليسان غريبان
فما بيننا إلاّ . ظلال الشمعدان !
أنظري ؛
قهوتنا باردة
ويدانا - حولها – ترتعشان

بطاقة كانت هنا


الليل عند المنتصف 
يا سائق السيارة العجوز .. قف
المنزل الثالث بعد المنحنى 
لكنها يا صاحبي العجوز .. لم تعد هنا !
امض هناك حيث لا مكان 
حيث البيوت دونما عنوان
أوغل بنا في رحلة السراب
قافلة الغناء تستعد للمسير خلف دورة الهضاب
لا تسأل الحادين عن وجهتها ، عن المآب 
فهم هناك يرقبون أصبع النجوم
ضاعت معالم الطريق في الضباب 
حبيبتي لابد أنها هناك 
تسأل عن رواحل ارتدت من الغروب
لا ترتبك ، فقد يضيع العمر في هنيهة ارتباك
حبيبتي : لقد نجوت من " سدوم " 
طفلك آت من مدينة الخراب
الموت مازال مقيماً على الأبواب 
الخاطئون .. هم الذين يرحلون 
في هذه القافلة المسدودة الدروب

الموت في الفراش


”أموتُ في الفِراش.. مثلما تموتُ البعير“
أموت. والنفير
يدقُّ في دمشق..
أموت في الشارعِ: في العطور والأزياء
أموتُ والأعداء..
تدوس وجهَ الحق
”وما بجسمي موضع إلا وفيه طعنة برمح“
.. إلا وفيه جُرح،
إذَن.
”فلا نامت عيون الجبناء“

لا وقت للبكاء


رأيت فى صبيحة الأول من تشرين
جندك.. يا حطين
يبكون،
لا يدرون..
أن كل واحد من الماشين
فيه.. صلاح الدين!

سفر ألف دال


تصْرخين.. وتخترقينَ صُفوفَ الجُنودْ.
نتعانقُ في اللحظاتِ الأخيرةِ,..
في الدرجاتِ الأخيرةِ.. من سلّم المِقصلَهْ.
أتحسَّسُ وجهَكِ!
(هل أنت طِفلتيَ المستحيلةُ أم أمِّيَ الأرملةْ?)
.....

وأنا كنتُ بينَ الشوارعِ.. وحدي!
وبين المصابيحِ.. وحدي!
أتصبَّبُ بالحزنِ بين قميصي وجِلْدي.
قَطرةً.. قطرةً; كان حبي يموتْ!
وأنا خارجٌ من فراديسِهِ..
دون وَرْقَةِ تُوتْ!

من أوراق أبو نوّاس


(الورقة السادسة)
لا تسألْني إن كانَ القُرآنْ
مخلوقاً.. أو أزَليّ.
بل سَلْني إن كان السُّلطانْ
لِصّاً.. أو نصفَ نبيّ!!

لا تصالح


لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
........

إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل

زهور


كلُّ باقهْ..
بينَ إغماءة وإفاقهْ
تتنفسُ مِثلِىَ - بالكادِ - ثانيةً.. ثانيهْ
وعلى صدرِها حمَلتْ - راضيهْ...
اسمَ قاتِلها في بطاقهْ!

كلمات سبارتكوس الأخيرة


( مزج أوّل ) :
المجد للشيطان .. معبود الرياح
من قال " لا " في وجه من قالوا " نعم "
من علّم الإنسان تمزيق العدم
من قال " لا " .. فلم يمت ,
وظلّ روحا أبديّة الألم !

( مزج ثان ) :
معلّق أنا على مشانق الصباح
و جبهتي – بالموت – محنيّة
لأنّني لم أحنها .. حيّه !
... ...

يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين
منحدرين في نهاية المساء
في شارع الاسكندر الأكبر :
لا تخجلوا ..و لترفعوا عيونكم إليّ
لأنّكم معلقون جانبي .. على مشانق القيصر
فلترفعوا عيونكم إليّ
لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ
يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه !
" سيزيف " لم تعد على أكتافه الصّخره
يحملها الذين يولدون في مخادع الرّقيق
و البحر .. كالصحراء .. لا يروى العطش
لأنّ من يقول " لا " لا يرتوي إلاّ من الدموع !
.. فلترفعوا عيونكم للثائر المشنوق
فسوف تنتهون مثله .. غدا
.........
و ليس ثمّ من مفر
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد !
وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ..
و دمعة سدى !

العراف الأعمى


ضمينى فى صدرك ...حتى اتنبأ
وانا لا اكتب .. او اقرأ..

“شيئ في قلبي يحترق
إذ يمضي الوقت... فنفترق
و نمد الأيدي
يجمعها حبٌ
و تفرقنا.. طرق”

Comments (0)

Post a Comment