قاسم أمين ورحلته الفكرية

Posted by Ali Reda | Posted in | Posted on 11/16/2014

قام الفرنسي (الدوق داركور) وهو ممن زار مصر عدة مرات بإصدار كتاب في عام 1893م سماه (سر تأخر المصريين) حمل فيه على أهل مصر، مركزاً حملته على نساء مصر، ساخراً من حجابهن وقرارهن في البيوت، مهاجماً المثقفين المصريين لسكوتهم وعدم تمردهم على هذه الأوضاع. فلما قرأ قاسم أمين كتاب (داركور) تألم أشد الألم، حتى قال عن نفسه "حين قرأت كتاب دوق داركور مرضت عشرة أيام"، وقام بالرد على كتاب (داركور) للدفاع عن المصريين لا سيما النساء بكتاب عنوانه " المصريون " . فمن أبرز ما جاء في رده:
  1.  دفاعه عن الحجاب وعدم الاختلاط : يقول قاسم: "أن ديننا…أوصى بأن يكون للرجال مجتمعهم الذي لا تدخله امرأة واحدة، وأن يجتمع النساء دون أن يقبل بينهن رجل واحد، لقد أراد بذلك حماية الرجل والمرأة مما ينطوي عليه صدرهما من ضعف، والقضاء الجذري على مصدر الشر" ويقول "إننا نحس جميعاً أن لنا نظاماً يرسخ من الاتحاد بين الزوجين، فلا نعرف نساءً غير نسائنا، كما لا تعرف زوجاتنا رجالاً غيرنا، وهذا ما يجعلنا أزواجاً متفاهمين…"
  2.   دفاعه عن تعدد الزوجات : يقول: "نستطيع أن نخلص -كما رأينا- إلى أن تعدد الزوجات قد أقر ليضمن المأوى للمرأة والأبوة الأكيدة الدائمة للأبناء…"
  3.  دفاعه عن نظام الطلاق : يقول : "إن حرية الطلاق شيء حسن، وإنها توثق روابط الزواج بدلاً من إضعافها…"
ثم فى عام 1899  ألف كتابه "تحرير المرأة" ،الذى يتحدث أولا فيه عن صور إحتقار المرأة فى المجتمع فيقول (من احتقار المرأة أن يسجنها في منزل و يفتخر بأنها لا تخرج منه إلا محمولة علي النعش إلي القبر) و (من احتقار المرأة أن يحال بينها و بين الحياة العامة و العمل في أي شيء يتعلق بها ، فليس لها رأي في الأعمال ، ولا فكر في المشارب و لا ذوق في الفنون ، ولا قدم في المنافع العامة ، ولا مقام في الاعتقادات الدينية ، وليس لها فضيلة وطنيَّة ولا شعور ملي). رغم أن (التكاليف الشرعية تدلنا علي أن المرأة وهبت من العقل مثل ما وهب الرجل ، أيظن رجل لم يعمه الغرض أن الله قد وهبها من العقل ما وهبها عبثاً . وأنه آتاها من الحواس و آلات الإدراك ما أتاها لأجل أن تهملها ولا تستعملها ؟) و (أليس من العار أن نتصور أن أمهاتنا وبناتنا وزوجاتنا لا يعرفن صيانة أنفسهن ؟).

ثم يدعو لاصلاح ذلك بالتالى:
  1.   الدعوة إلى تعليم المرأة ولو كان التعليم الابتدائي مؤقتاً.
  2.  الدعوة بأن تسفر المرأة عن وجهها؛ لأن هذا هو الحجاب الشرعي؛ ولهذا فهو متحمس لرد الناس إليه و طالب بالاختلاط الشرعي بين الرجل و المرأة بالحدود الشرعية –و هو ما كان موجودا في عهد الرسول و مثبت بالاحاديث الصحيحة من بخاري و مسلم. فيقول (إن الحجاب الموجود عندنا ليس خاصاً بنا، ولا أن المسلمين هم الذين استحدثوه، ولكنه عادة، معروفة عند كل الأمم تقريباً) ويقول: (الحق أن الإنتقاب والتبرقع ليسا من المشروعات الإسلامية؛ لا للتعبد ولا للأدب، بل هما من العادات القديمة السابقة على الإسلام) ويقول: (لا نجد نصاً في الشريعة يوجب الحجاب على هذه الطريقة المعهودة، وإنما هي عادة عرضت عليهم من مخالطة بعض الأمم فاستحسنوها وأخذوا بها، وبالغوا فيها، وألبسوها لباس الدين؛ كسائر العادات الضارة التي تمكنت في الناس باسم الدين والدين براء منها). وأن للحجاب مضار كثيرة (الحجاب يحبس المرأة في دائرة ضيقة فلا ترى و لا تسمع و لا تعرف إلا ما يقع فيها من سفاسف الحوادث ويحول بينها و بين العالم الحي وهو عالم الفكر و الحركة و العمل فلا يصل إليها منه شيء و إن وصل إليها بعضه فلا يصل إلا مُحرفاً مقلوبا ). إن اختلاف معني"الحجاب" هو ما ادي الي سوء الفهم, فففي الشرع : ما نطلق عليه الآن حجاب يطلق عليه خمار اما معني الحجاب الشرعي فهو حجب المرأة في البيت و عزلها تماما عن الرجال
  3.  دعا لتحرير المرأة لتخرج للمجتمع وتلم بشؤون الحياة فيقول : (جرنا حبنا لحجاب النساء إلى إفساد صحتهن؛ فألزمناهن القعود في المساكن، وحرمناهن الهواء والشمس وسائر أنواع الرياضة البدنية والعقلية)
  4.  الهجوم على تعدد الزوجات وتضييقه :فيقول (وبديهي أن في تعدد الزوجات احتقارا شديدا للمرأة لأنك لا تجد امرأة ترضي أن تشاركها في زوجها امرأة أخري... وعلي كل حال فكل امرأة تحترم نفسها تتألم إذا رأت زوجها ارتبط بأمرأة أخري) وهو يرى أنه يجب أن لا يسمح بالتعدد إلا في حالتين أولهما أن تكون الزوجة مريضة أو أن تكون لا تنجب.
  5.  تقييد الطلاق: فكان يرى أن المحاكم يجب أن تحكم بأن الطلاق الثلاث في مجلس واحد لا يقع إلا واحدة وبأن الشهادة على الطلاق شرط لصحة وقوعه، أو إلزامه المطلق بأن يطلق زوجته أمام القاضي.
وينهى كتابه قائلا:
"مضت القرون علي الأمم الإسلامية و هي تحت حكم الاستبداد المطلق ، و أساء حكامها في التصرف ، وبالغوا في إتباع أهوائهم ، واللعب بشئون الرعية ، بل لعبوا بالدين نفسه في أغلب الأزمنة ، ولا يستثني منهم إلا عدد قليل لا يكاد يذكر بالنسبة إلي غالبهم."  
"السعي لدي الحكومة في اصدار القوانين التي تضمن للمرأة حقوقها, بشرط الا تخرج في شئ من ذلك عن الحدود الشرعية"
فى عام1900  ألف قاسم في (المرأة الجديدة) فيقول:

  1. الدعوة بأن تسفر المرأة عن وجهها؛ لأن هذا هو الحجاب الشرعي؛ ولهذا فهو متحمس لرد الناس إليه و طالب بالاختلاط الشرعي بين الرجل و المرأة بالحدود الشرعية –و هو ما كان موجودا في عهد الرسول و مثبت بالاحاديث الصحيحة من بخاري و مسلم. فيقول (سيقال أيضا: أن حرية املرأة تستلزم في الواقع أن يعاملها الرجل باحترام، وألا يضغط على إرادتها وفكرها. وأن يسمح لها بالخروج للزيارة والرياضة، ولكن ما العلاقة بني حريتها وكشف وجهها، واختلاطها بالرجال، ومعاملتها لهم؟ فالجواب: أن إلزام النساء بالاحتجاب هو أقسى وأفظع أشكال الاستعباد؛ ذلك لأن الرجال في أعصر التوحش كانوا يستحوذون على النساء، إما بالشراء كما بيناه، وإما بالاختطاف) ويقول (وذلك هو السر في ضرب الحجاب، وعلة بقائه إلى الآن، فأول عمل يعد خطوة في سبيل حرية المرأة، هو تمزيق الحجاب ومحو آثاره) ويقول (أما الحجاب فضرره أنه يحرم املرأة من حريتها الفطرية، ويمنعها من استكمال تربيتها، ويعوقها عن كسب معاشها عند الضرورة، ويحرم الزوجني من لذة الحياة العقلية والأدبية، ولا يأتي معه وجود أمهات قادرات على تربية أولادهن، وبه تكون الأمة كإنسان أصيب بالشلل في أحد شقيه).
  2. للمرأة الحق في العمل والابداع فيقول (ومن أبرز معالم حرية المرأة حقها في أن تعمل للحصول على قوتها، وأن (تشتغل بالأعمال التي تراها لازمة للقيام بمعاشها، وأن هذا الحق يستدعي الاعتراف لها بحق آخر وهو أن توجه تربيتها إلى الطرق التي تؤهلها إلى الانتفاع بجميع قواها وملكاتها وليس معنى ذلك إلزام كل امرأة، بالاشتغال بأعمال الرجال، وإنما معناه أنه يجب أن تهيأ كل امرأة للعمل عند مساس الحاجة إليه) ويقول (والفنون الجميلة والصنائع والمخترعات والفلسفة العالية كل ذلك يستلفت المرأة مثل ما استلفته من الرجال. فأي نفس شريفة لا تشتاق الي مطالعتها والتمتع بكنوزها طلبا للحقيقة والسعادة؟ ... وأي فرق بين الرجل والمرأة في هذا الشوق؟) ويقول (يجب أن تربى المرأة على أن تجد أسباب سعادتها وشقائها في نفسها لا في غيرها)
  3.   حق إختيار الزوج وحق الطلاق فيقول (تزويج المرأة برجل تجهله، وحرمانها حق التخلص منه، ومع إطلاق الإرادة للرجل في إمساكها وتسريحها كيف يشاء، هو استعباد حقيقي)

Comments (0)

Post a Comment